تنجح الثورة عندما يتحقق شرطان لا ثالث لهما:
١- بناء نظام ديمقراطى سليم بمقتضى دستور لا يسمح بالردة إلى نظام شمولى.
٢- تفعيل المشاركة السياسية فى ظل الحد الأدنى من الوعى السياسى الاقتصادى.
وما ضمانات نجاح الثورة؟
هى الضمانات نفسها التى كانت لدى شباب مصر يومى ٢٥ يناير و٢٨ يناير: عزيمتهم، ووحدتهم، وإصرارهم، واستعدادهم للتضحية بحياتهم فى سبيل تحقيق أهدافهم، لا توجد ضمانات أخرى.
وما مخاطر المرحلة الانتقالية؟
الخطر الرئيسى هو الفوضى التى تمنى الرئيس السابق أن تحدث فى حالة تركه الحكم، والتى تؤدى إلى انهيار المؤسسات والاقتصاد الوطنى، مما يستحيل معه بدء عملية البناء فى مدة زمنية مقبولة، ومع طول المدة، تفقد الثورة قوتها وانتماء بعض الفئات المطحونة لها.
ومظاهر هذه الفوضى هى عدم سيادة القانون، وانعدام الثقة فى كل مؤسسات الدولة، والانزلاق وراء الدعوات الهدامة والكيدية والتصفيات الشخصية، ومحاولات التشتيت وظاهرة «ملاحقة الصغار وبعض الشرفاء، وترك الكبار» التى لايزال يقودها البعض، وتروج لها نفس وسائل الإعلام التى سبّحت بحمد النظام السابق، وتحولت من نفاق النظام الحاكم إلى نفاق الرأى العام.
وما شروط نجاح المرحلة الانتقالية؟
سيادة القانون، والثقة فى مؤسسات الدولة، وعلى رأسها السلطة القضائية.. فالبديل هو الفوضى، والحد من الكراهية، والحقد سواء كان على حق أم لا، وزيادة مساحة التعاون ومساحة الإخاء والحب بين كل فئات المجتمع.. فهذه هى شخصية مصر.
علينا إذن أن نركز جهودنا على كل ما يتعلق بمصر، بعد ٢٥ يناير.. على التعديلات الدستورية.. على المشاركة السياسية.. على الاقتصاد الوطنى فى المرحلة المقبلة.. أما مصر قبل ٢٥ يناير فلن تصبح ماضياً، إلا إذا قررنا ذلك بعقولنا وأفعالنا.
الأحد أبريل 08, 2012 5:25 pm من طرف الحنفى
